قــم للـمـعلــم وفّــه التبجيـــلا كاد المعلـم أن يكون رسـولا
أعلمت أشرف أو أجل من الذى يبنى و ينشىء أنفسا وعقولا ؟
رحم الله أمير الشعراء – أحمد شوقى – فعندما قال القصيدة التى مطلعها البيتان السابقان ، لم يكن ذلك من فراغ ، فلقد كان يعلم منزلة المعلم السامية و دوره الخطير فى تكوين المفاهيم والاتجاهات لدى طلابه ، وكان يعلم أيضا أن المعلم هو أساس عملية التنمية لأنه يساهم فى إنتاج أهم مورد من موارد التنمية و هو الموارد البشرية .. فالمعلم هو الذى علم الوزير والضابط والطبيب و المهندس و غيرهم ، ولولا المعلم ما وصل هؤلاء إلى مناصبهم – وهذا ليس تعصبا منى لمهنة التدريس التى أشرف بالانتماء إليها- ولكن هذه هى الحقيقة .
إن المعلمين الشرفاء يعيشون ظروفا طاحنة .. فالواحد منهم مطالب بتوفير المسكن و المأكل والمشرب و الملبس لكل أفراد أسرته، ثم بعد كل ذلك مطالب بأن يذهب إلى المدرسة و يدخل الفصل مبتسما .. كيف بالله عليكم؟!!!!
و لقد فرحنا فرحا شديدا بمشروع الكادر الخاص بالمعلمين ، وحلمنا بالزيادة المرجوة ، فإذا بالجبل يتمخض ليلد فأرا!! فلا الزيادة أتت ثمارها و لا تركوا المعلمين فى حالهم ، فّا بهم يخرجون علينا ببدعة اسمها اختبارات الكادر ....
أى اختبارات؟
إن نتائج هذه الاختبارات و تطبيقاتها المالية – إن تمت – ستثير فى المدارس فتنة لا يعلم مداها إلا الله سبحانه
يا سادة رفقا بنا .. إن رفع الكفاءة المهنية يكون بالتدريبات والبرامج الفعالة و لاطلاع على كل جديد فى وسائل وطرائق التدريس ، صمموا برامج ترفع الكفاءة المهنية للمعلمين ، ثم طالبوهم باجتياز الاختبارات و حاسبوهم ... إننا لا نتعرض على الاختبار ، ولكن على الطريقة المهينة التى تم بها لأن ما يحدث هو عيب فى حق كل معلمى مصر فكيف يدخل معلم أشيب قارب الستين اختبارا كالأطفال ويحمل معه قلما رصاص وممحاة ومبراة؟ كل هذا من أجل عدد من الجنيهات؟ إننى أيضا أعيب على معظم المعملين الذين هرولوا إلى الامتحان ولم يراعوا كرمتهم وقدسية مهنتهم
... ثم أين نقابة المعلمين من كل ذلك؟ إنها النقابة الوحيدة التى لا تساند أعضاءها ولا تقف بجوارهم وليست لها كلمة أو دور على الساحة مقارنة بنقابات أخرى ، ونحن كمعلمين لا نحس بوجودها مطلقا . ولقد أعجبنى مصطلح " معلمون بلا نقابة " فهو يعبر فعليا عن حال جميع معلمى مصر. ولكن للأسف أيضا اتضح أن من يقف وراء " معلمون بلا نقابة " أناس يصطادون فى الماء العكر!!
... وفى نهاية كلماتى المتواضعة أعتذر لكل المعلمين عن تقليب المواجع ، وأعتذر للنقابة عن صراحتى ، وأدعو لمصرنا الغالية بدوام الرفعة و الرقى
الأسد العويضى