انتشرت فى الآونة الأخيرة بصورة مفزعة ظاهرة القبض على المواطنين بطريق الخطأ.. آلاف المواطنين سقطوا ضحية لتشابه الأسماء وتورطوا فى قضايا لا ذنب لهم فيها، اقتادهم ضباط تنفيذ الأحكام بلا رحمة إلى غرف الحجز، ثم وضعوا الكلابشات فى أيديهم إلى النيابة لتقديم المعارضات، وهناك لا يجد إلا خيارين إما أن يعارض فى أحكام لا تخصه وينصرف ليثبت من الخارج براءته منها، وإما أن يرفض عمل معارضة ويصر على أنها لا تخصه ويقضى أسبوعين فى الحجز حتى تثبت تحريات المباحث براءته، والغالبية يعارضون حتى يعودوا إلى منازلهم وليحدث بعد ذلك ما يحدث.
«اليوم السابع» قررت تتبع الظاهرة والكشف عنها حماية للأبرياء وحث القائمين على تنفيذ الأحكام لاتخاذ كل الإجراءات التى تحمى الأبرياء من الوقوع فى مثل هذه المواقف، ونحن على استعداد لاستقبال الحالات المشابهة ونشرها حرصا منا على عدم تعرض المواطنين للظلم.
الحاج أحمد إبراهيم أحمد أبوذكرى، قضى سنوات عمره فى مجال السياحة الفندقية، حتى جمع من المال ما يساعده على مواجهة مصاعب الحياة ويؤمن له مستقبل أولاده الذين رزقه الله بهم، وتمكن من تعليمهم حتى أصبح الأول طبيبا وتخرج الثانى فى كلية الهندسة، وفى النهاية قرر الاستمتاع بحياته وتعويض سنوات التعب التى قضاها فى تكوين ثروته وإنشاء محل تجارى ضخم بالهرم يشرف على إدارته ويطوره من خلال الخبرة التى اكتسبها، وفى أحد الأيام أثناء تواجده بمنزله بالهرم فوجئ بنجله يخبره بأن قوة من مباحث تنفيذ الأحكام تريد إلقاء القبض عليه لتنفيذ أحكام قضائية صادرة بحقه غيابيا، وتبين له أنه مطلوب التنفيذ عليه فى 10 قضايا بأحكام مختلفة ومتنوعة، وتعجب كثيرا لأنه قضى سنوات عمره فى أمان لا يعرف لأقسام الشرطة طريقا، ولا للمحاكم مدخلا.
حاول الحاج أحمد إيضاح الحقيقة لرجال المباحث بأنه لا صلة له بتلك القضايا لكنهم أصروا على اصطحابه معهم، ومع إحساسه وشعوره بالظلم قام باستغلال علاقاته وأجرى ات
//
صالا بأحد أصدقائه من القيادات الشرطية، والذى تمكن من خلال منصبه من منع رجال المباحث من اصطحابه معهم حتى تقديم الأوراق التى تظهر براءته، وفى اليوم التالى توجه إلى محاميه الخاص، وبالكشف عن تلك القضايا المتهم فيها تبين أنها قضايا خيانة أمانة وقضايا تبديد تحمل أرقام 5714 لسنة 2009 وو247 لسنة 2006 و9019 لسنة 2006 و6296 لسنة 2006 و4243 لسنة 2006 و1736 لسنة 2007 و2107 لسنة 2007 و2606 لسنة 2007 و193 لسنة 2008 و2726 لسنة 2008 خاصة بأشخاص يتشابهون معه فى اسمه الثلاثى، إلا أنهم أصحاب عناوين إقامة مختلفة عنه، واتضح له وقتها أن تشابه الاسم الثلاثى الخاص به معهم هو السبب فى قيام مباحث تنفيذ الأحكام بالقبض عليه.
وتحولت حياته من حينها إلى ما يشبه الجحيم بعدما اضطره تشابه اسمه الثلاثى مع آخرين إلى التردد اليومى مع محاميه على أبواب المحاكم لإثبات براءته التائهة بين أوراق القضايا المغلقة منذ سنوات