قالت صحيفة «يسرائيل ناو» العبرية إن أمس الأربعاء يوافق الذكري الـ54 لتولي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الرئاسة بمصر، موضحة في تقرير لها أن الأخير كان يتسم بكاريزما ومهارة خطابية وسمات قيادية، وهي نفس الصفات التي سار عليها الرئيس الامريكي الحالي باراك أوباما، مؤكدة أيضا أن عبد الناصر لم يعرف اليأس ولم يتوقف أبدا عن أحلامه وطموحاته في إبادة الدولة الإسرائيلية وإقامة إمبراطورية عربية إسلامية بمنطقة الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن ناصر شارك كضابط عسكري في حرب 1948 ضد إسرائيل، والتي كانت تدافع فيها الأخيرة عن «استقلاها» موضحة أنه حتي عام 1952 كان يحكم مصر الملك فاروق والذي ولته الإمبراطورية العثمانية علي العرش، مضيفة أن ناصر قادم بقيادة ثورة 1952 العسكرية وأطاح بفاروق، واعتلي اللواء محمد نجيب الحكم بالقاهرة.
وذكرت «يسرائيل ناو» في تقريرها أنه في عام 1954 كان الشغل الشاغل لعبد الناصر الإطاحة بنجيب، وبعدها بعامين تم إجراء استفتاء، وفي 23 يونيو 1956 أجري أول استفتاء علي الدستور الجديد الذي وضعته الثورة وانتخب ناصر رئيساً للجمهورية، وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن عبد الناصر حظي بسمعة رائعة وسط الجماهير التي كانت تصفه بأنه كان قائداً عظيماً ويتسم بالكاريزما والمهارة الخطابية، مما يذكرنا بالرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما .
وقالت الصحيفة إن عبد الناصر قام بتأسيس الفكر والمدرسة الناصرية، التي تجسد طموحاته في توحيد العالم العربي المسلم وإقامة إمبراطورية في الشرق الأوسط ، مضيفا أن ناصر كان معروفا بقيادتة لحرب 1967 ضد تل أبيب والتي هدفت إلي إبادة الدولة العبرية، لكن هذاالهدف لم يتحقق وفشل الرئيس المصري في الوصول إليه، حيث قامت القوات الإسرائيلية باحتلال شبه جزيرة سيناء وقامت بإغلاق قناة السويس أمام سفن الملاحة، وهو الأمر الذي أحزن عبد الناصر وفقا لرواية نائبه في هذا الوقت وخليفته بعد ذلك أنور السادات الذي أكد أن عبد الناصر كان محبطاً جداً بسبب الهزيمة وأنه لم يمت عام 1970 عام وفاته الحقيقية، بل مات عام 1967.
وفي النهاية قالت « يسرائيل ناو » إن الرئيس المصري الراحل لم يتوقف عن طموحاته في إبادة إسرائيل، ورغم اعترافه بفشله في إبادتها بعد حرب 1967 فإنه سرعان ما شن حرب الاستنزاف علي تل أبيب معلناً سهولة هزيمتها، وهي الحرب التي استمرت أربع سنوات، مشيرة في نهاية التقرير إلي أن ناصر مات إثر أزمة قلبية قبل عدة أسابيع من انتهاء حرب الاستنزاف.