إنَّ المعلم صاحب رسالة سامية وعليه أن يكون مخلصاً في هذه الرسالة مدركاً للمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقه.
فهو أمين على أبناء الأمة يعلمهم ويربيهم ويعدهم لأن يكونوا رجالاً صالحين ينفعون دينهم ووطنهم في مجالات الحياة المختلفة.
قد يتبادر إلى ذهنك أن مهمتك كمعلم هي توصيل المعلومات إلى أذهان تلاميذك ومساعدتهم على حفظها وترديدها وتدريبهم على إجابة مختلف أنواع الأسئلة استعداداً لامتحان آخر العام.
إن رسالة التعليم تصبح لاقيمة لها إذا اقتصرت على ذلك، إذ إن عملية تلقين المعلومات والعمل على تخزينها لا تحقق أهداف التربية التي نريدها.
فهي لا تنمي الفكر ولا تثقف العقل، ولا تربي قوة الابتكار وسلامة الحكم، وبناء الشخصية، والاعتماد على النفس، وطرح الرأي والشجاعة فيه، كما أنها لا تبعث في نفس الطالب حب العلم، والشعور بالواجب وتحمل المسئولية.
لذلك فالمعلم مربي يجب أن تتوفر فيه الصفات التالية حتى ينجح في عمله ويخرج طلاباً يواجهون الحياة لخدمة دينهم ووطنهم بكل نجاح.
صفات المعلم المربي الناجح
1- أن يعمل بإخلاص واجتهاد ونية صادقة يرجو بها وجه الله سبحانه وتعالى. فهو يعلم الطلاب الخير.
2- القدوة الحسنة: فعلى المعلم أن يكون قدوة حسنة لطلابه في مظهره، وسلوكه، وتعامله، وحديثه فالمعلم يستطيع أن يؤثر في طلابه عن طريق القدوة.
3- الرحمة والرفق: فعلى المعلم أن يكون عطوفاً رحوماً بطلابه يشفق عليهم ويعاملهم بلطف ويصبر عليهم فإن أكثر ما يؤثر على الطلاب هو التعامل.!
4- أن تكون له شخصية جذابة، في تكوينها وحديثها وطريقة تفكيرها وأسلوب معاملتها تغري الطلاب بالإقبال عليها نتيجة الارتياح إليها.
5- التمكن من المادة العلمية: فهي صفة ضرورية ولازمة لكل معلم. فالتمكن من المادة العلمية أمر ضروري لحفظ مركز المعلم من جهة وقدرته على التعليم من جهة أخرى. والتمكن من المادة يبعث في نفس المعلم نشاطاً وإقبالاً على عمله، أيضاً على المعلم أن يكون ذا ثقافة واسعة تحبب الطلاب فيه.
6- الإعداد الجيد للدروس: فعلى المعلم أن يعد لدروسه إعداداً جيداً ويخطط لدروسه بفعالية وعليه أن يبتعد عن الارتحالية التي طالما أفقدت الدروس المتعة والفائدة واعلم أن لكل مادة أهدافاً عامة ولكل درس أهدافاً خاصة يجب على كمعلم أن يطبقها بكل فعالية.
7- الحرص على النمو العلمي والمهني: وذلك عن طريق القراءة المتخصصة في كتب التربية وطرق التدريس والدوريات والنشرات التربوية واللقاءات التربوية مع المشرف التربوي والالتحاق بالدورات التربوية التي تعقد للمعلمين والاستفادة من خبرات الزملاء المتميزين في المدرسة.
فكثير من المعلمين يقعون في خطأ كبير عندما يظنون أن تخرجهم ونيلهم للوظيفة هو نهاية المطاف !!.
8- مراعاة الفروق الفردية فمراعاة الفروق الفردية ومعرفة خصائص الطلاب وصفاتهم من المسلمات التي يجب أن تتوافر في المعلم فعن طريق معرفة الفروق الفردية وخصائص الطلاب يحدد المعلم طرائق التدريس المناسبة.
9- البشاشة ودماثة الخلق: فعلى المعلم أن يكون بشوشاً هيناً مع طلابه صاحب ابتسامه تسحر القلوب وحبذا لو كان صاحب دعابة ومزاج خفيف بشرط ألا يكون فيه إيذاء لمشاعر أحد، فالمزاح الخفيف من الأمور التي تروح عن النفس وتطرد الملل، وتجعل الطلاب متفاعلين مع الدرس، يمضي الوقت عليهم سريعاً وأيضاً يزداد حبهم لمعلمهم ولدروسه وعندما يكون المعلم عابس الوجه مقطب الجبين نجد طلابه وكأن على رؤوسهم الطير ينتظرون بفارغ الصبر سماع صوت الجرس !!.
10- التشجيع والثناء: له آثار كبيرة على النفس فالتشجيع بالثناء والكلمة الطيبة والتشجيع بالجوائز والتشجيع المعنوي بوضع الاسم في لوحة المتفوقين وغيرها من وسائل لا تكلف المعلم شيئاً!!. وحبذا لو ابتكر المعلم وسائل يشجع بها طلابه ويحفزهم.
المعلم وطريقة التدريس الناجحة
هناك مقومات وأسس لطريقة التدريس الناجحة وهذه الأسس والمقومات هي:
1- أن تثير الطلاب وتحفزهم وتدفعهم إلى المشاركة الفعالة في الدرس.
2- أن تكون الطريقة مرنة وغير جامدة فتارة في صورة ألعاب ومسابقات وتارة في صورة حوار ونقاش لأن استمرار الطريقة على وتيرة واحدة يؤدي إلى الملل داخل الصف. فالتنويع مطلوب .
3- التدرج مع الطلاب من السهل إلى الصعب، ومن الجزئي إلى الكلي، ومن المعلوم إلى المجهول.
4- أن تعمل الطريقة على ربط المادة بالحياة لتكتسب أهميتها وحيوتها.
5- أن يصاحب الطريقة تمهيد مناسب للدرس ليجذب الطلاب إليه والتمهيد قد يكون بأسئلة لها علاقة بالدرس أو صور أو وسائل أخرى يراها المعلم.
6- أن تكون الطريقة اقتصادية تؤدي الغاية في أقل وقت وأيسر جهد يبذله المعلم. وأن تبعث على السرور والانتباه.
7- أن تربي الطريقة في الطلاب الاعتماد على النفس.
8- ألا تخلو الطريقة من وسائل متنوعة ومناسبة للدرس لتساعد على النجاح وطرد الملل والسآمة داخل الصف.
9- أن تكون الطريقة مبنية على أساس مبادئ علم النفس وعلى الخصائص النفسية للطلاب .
10- أن يكون الطالب إيجابياً لا سلبياً طوال مراحل الدرس، وذلك عن طريق إشراكه في الدرس بتوجيه الأسئلة إليه، واستثارة تفكيره، والبعد عن الرتابة التي تؤدي إلى الانصراف والملل.
11- أن تنمي الاتجاهات السليمة والأساليب الديمقراطية في التعاون والمشاركة في الرأي واحترام الآخرين.
12- أن تراعي صحة الطالب النفسية والعقلية:
أ ـــ عدم تخويف الطلاب وتهديدهم.
ب ــ العدل في التعامل معهم.
د ــ تهيئة الجو المناسب للدرس.
جـ ــ تحفيزهم لحب العمل والمشاركة في الدرس.
هـ ــ تنمية حب العمل الجماعي.
و ــ عدم مبالغة المعلم في إصدار الأوامر.
ز ـــ زرع الثقة في نفوس الطلاب وتقبل آرائهم ومناقشتها.
13- استضافة معلم آخر يقوم مع المعلم بالحديث حول الدرس على شكل حوار بين الاثنين وتلقي مشاركات الطلاب ومداخلاتهم والإجابة عنها.
14 ـــ طريقة التدريس والمكان المناسب: تغيير مكان الدرس (الفصل) إذا كان هناك مكان مناسب للدرس في المكتبة مثلاً أو المختبر أو المصلى أو الساحة ! فلماذا يكون الدرس في الفصل دائماً؟! إن تغيير المكان فيه تجديد وقتل للرتابة والملل!!.