أكد شريف دوس عضو اللجنة العليا لكنائس المعادى، أن مصر الآن تفيض بالغضب القبطى، خاصة بعد اكتواء الأقباط فى رأيه بتقاعس الآمن عن حمايتهم، مؤكداً "لن نجلس فى جلسة صلح أو جلسات ودية بعد.. ولا نقبل بأى حال من الأحوال معاملتنا بهذه الطريقة"، متهما أجهزة الأمن بالتقاعس عن حماية المسيحيين، الأمر الذى رفضه وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية د. مفيد شهاب، فى اتصال هاتفى، مشيرا إلى أن ما حدث فى نجع حمادى مثله مثل أى عمل إرهابى لم تتنبأ به أجهزة الأمن، وبالتالى لم تأخذ احتياطها لتأمين المسيحيين، الأمر الذى أكده الأنبا كيرولس، أسقف نجع حمادى، فى اتصال هاتفى، مشيرا إلى أن حادث إطلاق النار لم يحدث أمام الكنيسة لكنه حدث فى ميدان يبعد 100كم عن المطرانية.
وادعى مايكل منير، رئيس مجلس أمناء منظمة "أيد فى أيد من أجل مصر"، خلال حلقة أمس السبت من برنامج القاهرة اليوم، أن الأنبا كيرولس أخطر أجهزة الأمن مسبقا بأنه تلقى خطابا من المسلمين يقول فى مضمونه "انتظروا هديتنها"، متسائلا "عن الأسباب التى منعت مسئولى المحافظة من حضور القداس فى هذه المرة"، إلا أن الأنبا كيرولس نفى ذلك، مؤكداً أن الكنيسة التى أقيم بها القداس حظيت بحراسة أمنية مشددة، وأن الحادث وقع بعيدا عن الكنيسة والمطرانية.
وانتقد منير تصريحات النائب عبد الرحيم الغول التى قال فيها "إن هذا الحادث هو رد فعل طبيعى انتقاما لشرف البنت التى اغتصبها شاب مسيحى وصورها وشهر بها"، منتقدا كذلك تصريحات المحافظ مجدى أيوب التى قال فيها إن الأوضاع "مستتبة"، مشيرا إلى وفاة عجوز قبطية تدعى أليس قسطنطين مختنقة فى حريق أشعله مسلمون، إلا أن الأنبا كيرولس أكد أنها توفت مختنقة من دخان النيران التى أشعلتها للتدفئة.
وأشار دوس إلى أنه رصد سلسلة من حوادث القتل الجماعى التى ارتكبت بحق المسيحيين فى مصر دون حكم قضائى رادع، موضحا أنها حسب الإحصائية 160 حالة تقاعس الأمن فى حوالى 120 حالة عن حماية المسيحيين، لافتا إلى أن أغلب هذه الحوادث تقع عقب صلاة الجمعة بعد خطبة مليئة بالكراهية ضد المسيحيين، وفى كل هذه الحوادث لم يخرج القضاء بحكم واحد ضد الجناة، الأمر الذى رفضه شهاب واعتبره تشكيكا فى نزاهة القضاء المصرى، موضحا أن القضاء له الأدلة المادية، لافتا إلى أنه فى الثمانينيات كانت الأعمال الإرهابية لا تفرق بين مسلم ومسيحى، وكانت أجهزة الأمن تعجز فى أحيان كثيرة عن ضبط الجناة أو جمع الأدلة، إلا أن دوس اتهم الأمن بتبديد الأدلة فى كثير من الأحيان حتى يبرئ المسلمين، مضيفا أن "الأمن له أذن فى كل جامع".
وقال شهاب، مخاطبا دوس "أنا حزين مثلك.. كلانا متألم.. لكن طريقة كلامك توحى بأن هناك خططاً للدولة تهدف لاضطهاد المسيحيين والتنكيل بهم.. احتمال التقصير وارد أمنياً وقضائياً لكن التعميم خاطئ"، فيما أشار دوس إلى أنه فى ديسمبر 2008 ومعه المهندس يوسف سيدهم رئيس مجلس إدارة صحيفة وطنى القبطية ومنير وعدد من أقباط المهجر لمسئولين فى الجهاز الأمنى الذين اعترفوا بوجود تقصير على حسب قوله، إلا أنه ألمح إلى أن هناك أيد خارجية امتدت لمصر لإثارة الفتن والحروب الطائفية، مرجحاً احتمال تلقى الجناة دعما خارجياً من إيران أو أى دولة أخرى لها مصالح فى زعزعة أمن مصر.
وأكد اللواء سعد الجمال مدير محافظة قنا الأسبق وعضو مجلس الشعب، أن انتقال النائب العام المستشار عبد المجيد محمود إلى موقع الحادث من شأنه أن يطمئن المسيحيين بأن القانون سيأخذ مجراه هذه المرة، مؤكداً أنها قضية مجتمعية لاتساع الفجوة بين الطائفتين نتيجة لقصور فى فهم الدين، فالعقيدتان طالبتا بالتسامح والتعايش بحب مع بعضنا البعض، إلا أن التخلف والجهل سيطرا على القلوب.
وأوضح هانى عزيز أمين عام جمعية محبى مصر السلام، أن السبب الرئيسى فى حوادث العنف الطائفى يرجع لعدم وجود قانون ينظم بناء الكنائس، حيث إن معظم الحوادث تقوم لأن مجموعة من المسيحيين يصلون فى البيت أو لبناء كنيسة غير مرخصة، مشيرا إلى أن وزير الإسكان أبدى استعداده للتصريح لبناء كنائس فى المدن الجديدة، فيما أشار الجمال إلى أنه يجب إعادة تأهيل القاعدة الشعبية لقبول الآخر.