أحمد الطيب: فوجئت بتعييني شيخا للأزهر واتعهد بالحفاظ على وسطيته
شيخ الازهر الجديد احمد الطيب
القاهرة: تعهد شيخ الأزهر الجديد الدكتور أحمد الطيب بالحفاظ على "وسطية الأزهر واعتداله" والعودة إلى زيه "الجبة والعمامة" ، بعد قرار الرئيس المصري حسني مبارك بتعيينه خلفًا للراحل سيد طنطاوي الذي وافته المنية في السعودية إثر أزمة قلبية.
وفي تصريحات لصحيفة "الأهرام" المصرية وعد الطيب ببذل الجهد لمواصلة مسيرة الأزهر التعليمية, والدعوية, والعلمية في مصر والعالم, والحفاظ علي وسطيته واعتداله.
وقال الأمام الأكبر رقم 48: " الخبر كان مفاجأة لي, ولم أكن أعلم به, فسافرت كعادتي إلي أهلي بالقرنة (بالأقصر جنوب مصر) مساء أمس الأول (الأربعاء) بعد انتهاء اجتماع مجلس جامعة الأزهر, وفوجئت بإعلامي بالخبر".
وأضاف: "سأعود فورا إلي القاهرة, لأتوجه إلي جامعة الأزهر لآخذ بعض متعلقاتي الشخصية, وأوراقي الخاصة, ومن المرجح أن أتوجه إلي مشيخة الأزهر بعد غد الإثنين لتسيير الأمور بالمشيخة, وممارسة مهام عملي".
العمامة والجبة
وأشار الطيب, في تصريحاته, إلي أنه سيعود إلي ارتداء الزي الأزهري العمامة والجبة, وقال: "إنني ارتديته وقت أن كنت مفتيا ثم خلعته, وأنا رئيس لجامعة الأزهر, وأعود لأرتدي الزي الأزهري لأنه زي خاص بشيخ الأزهر, وبالمفتي".
وأضاف أنه سيضع خطة لعمل المشيخة من أجل رفعة شأن الإسلام في العالم. وتلقي الإمام الأكبر الجديد المئات من الاتصالات الهاتفية, وكان من أول المهنئين له الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية.
ورحبت الأوساط الأزهرية بقرار تعيين الدكتور الطيب شيخا للأزهر، ليصبح بذلك رقم 48 في تاريخ المشيخة.
فمن جانبه، تمنى الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن يعين الله الدكتور الطيب على مهمة النهوض بالأزهر، وأن يحقق على يديه آمال المسلمين، مؤكدا أن الدكتور الطيب من الشخصيات التي تحتل مكانة علمية مرموقة، ولديه اعتزاز كبير بأزهريته.
سيرة الطيب
والطيب ينتمي لإحدي أعرق العائلات بمحافظة الأقصر, وتخرج في كلية أصول الدين عام1969, وتدرج في وظائف السلك الجامعي, وحصل علي الدكتوراه من جامعة "السوربون" في العقيدة والفلسفة الإسلامية, وعمل مفتيا للديار المصرية عامي2002 و2003, ثم عين رئيسا لجامعة الأزهر.
وحين كان رئيسا للجامعة كان بانتظاره واحد من أكثر أدواره المثيرة للجدل السياسى فى ديسمبر/ كانون الأول 2006 عندما تفجرت القضية المعروفة باسم "ميليشيات الأزهر" عقب تنظيم طلاب ملثمين من جماعة الإخوان المسلمين عرضاً اعتبره البعض عسكريا، داخل الجامعة، فيما أصرت الجماعة على كونه "استعراضاً رياضياً"، حينها اتخذ الطيب موقفاً حاسماً ضد الطلاب، وانتهت القضية بثمن سياسى باهظ دفعته الجماعة بعد إحالة عدد من أبرز قياداتها إلى المحاكمة العسكرية، على خلفية قضية "الميليشيات".
ويتمتع شيخ الأزهر الجديد بعلاقات وثيقة مع الدوائر الرسمية، والحزب الوطنى الديمقراطى، شهدت ذروتها فى نوفمبر/ تشرين الثاني 2007 عندما تم اختياره ليكون عضواً بالمكتب السياسى للحزب خلال مؤتمره العام.
ويبدأ الطيب مهامه الجديدة على كرسى شيخ الأزهر، غير القابل للعزل بحسب البروتوكول الرسمى، محملاً بتركة ثقيلة خلّفها الدكتور محمد سيد طنطاوى طوال 14 عاماً خاض فيها الراحل العشرات من المعارك الفكرية والسياسية، وينتظر الكثيرون من شيخ الأزهر الجديد، حامل الرقم 48، أن ينجح فى صياغة مفهومه الخاص لدور الإمام الأكبر.