المنصورية
أصحاب أبي منصور العجلي وهوالذي عزا بنفسه إلى أبيجعفر محمد بن علي الباقر فيالأول فلما تبرأ منه الباقر وطرده زعم أنه هوالإمام ودعا الناس إلى نفسه ولما توفي الباقر قال: انتقلت الإمامة غلي وتظاهر بذلك.
وخرجت جماعة منهم بالكوفة فيبني كندة حتى وقف يوسف بنعمر الثقفي والي العراق فيأيام هشام بن عبد الملك علىقصته وخبث دعوته فأخذهوصلبه.
زعم أبو منصور العجلي: أنعلياً رضي الله عنه هوالكسف الساقط من السماء وربماقال: الكسف الساقط من السماء هو الله تعالى.
وزعم حين ادعى الإمامة لنفسهأنه عرج به إلى السماءورأى معبوده فمسح بيده راسهوقال له: يا بني! أنزل فبلغ عني ثم أهبطهإلى الأرض فهو الكسف الساقط من السماء.
وزعم أيضاً: أن الرسل لاتنقطع أبداً والرسالة لاتنقطع.
وزعم: أن الجنة رجل أمرنابموالاته وهو إمام الوقتوأن النار رجل أمرنا بمعاداتهوهو خصم الإمام
وتأول المحرمات كلها علىأسماء رجال أمرنا الله تعالى بمعاداتهم.
وتأول الفرائض على أسماء رجالأمرنا بموالاتهم.
واستحل بأصحابه: قتلمخالفيهم وأخذ أموالهم واستحلال نسائهم.
الخطابية أصحاب ابي الخطاب محمد بن أبيزينب الأسدي الأجدع مولىبني أسد وهو الذي عزا نفسهإلى أبي عبد الله جعفر ابن محمد الصادق رضي اللهعنهن فلما وقف الصادق على غلوه الباطل في حقه: تبرأ منه ولعنه وأمر أصحابه بالبراءة منهوشدد القول في ذلكن وبالغ في التبري منهن واللعنإليه فلما اعتزل عنه ادعى الإمامة لنفسه.
زعم أبو الخطاب: أن الأئمةأنبياء ثم آلهة وقالبإلهية جعفر بن محمد وإلهيةابيه رضي الله عنهم وهم أبناء الله وأحباؤه.
والإلهية نور في النبوةوالنبوة نور في الإمانة ولايخلو العالم من هذه الآثاروالأنوار وزعم أن جعفراً هو الإله في زمانه وليسهو المحسوس الذي يرونه ولكن لما نزل إلى هذا العالم: لبس تلك الصورة فرآه الناس فيها.
ولما توقف عيسى بن موسى صاحبالمنصور عى خبث دعوته:قتله بسبخة الكوفة.
وافترقت الخطابية بعدة فرقاً:فزعمت فرقة: أنالإمام بعد أبي الخطاب رجليقال له: معمر ودانوا به كما دانوا بأبي الخطاب.
وزعموا أن الدنيا لا تفنى وأنالجنة هي التي تصيب الناسمن خير ونعمة وعافية وأنالنار: هي التي تصيب الناس من شر ومشقة وبلية.
واستحلوا: الخمر والزنا وسائرالمحرمات.
ودانوا بترك الصلاة والفرئضوتسمى هذه الفرقةالمعمرية.
وزعمت طائفة: أن الإمام بعدأبي الخطاب: بزيغ.
وكان يزعم: أن جعفراً هوالإله أي ظهر الإله بصورتهللخلق.
وزعم: أن كل مؤمن يوحى إليهمن الله و تأول قول اللهتعالى: "
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] "أي: بوحي إليه من اللهوكذلك قوله تعالى: "
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ".
وزعم: أن من أصحابه من هوأقضل من جبريل وميكائيل.
و زعم: أن الإنسان إذا بلغالكمال لا يقال له: إنهقد مات: ولكن الواحد منهمإذا بلغ النهاية قيل: رجع إلى الملكوت.
وادعوا كلهم معاينة أمواتهموزعموا أنهم يرونهم: بكرةوعشياً.
وتسمى هذه الطائفة:البزيغية.
وزعمت طائفة: أن الإمام بعدأبي الخطاب: عمير بنبيان العجلي وقالوا: كماقالت الطائفة الأولى إلا أنهم اعترفوا بأنهم يموتونوكانوا قد نصبوا خيمة بكناسة الكوفة يجتمعون فيها على عبادة الصادقرضي الله عنه فرفع خبرهم إلى يزيد بن عمر بن هبيرة فأخذ عميراً فصلبه في كناسة الكوفة.
وتسمى هذه الطائفة: العجليةوالعميرية أيضاً.
وزعمت طائفة: أن الإمام بعدأبي الخطاب مفضلالصيرفي.
وكانوا يقولون بربوبية جعفردون نبوته ورسالته.
وتسمى هذه الفرقة المفضلية.
وتبرأ من هؤلاء لكهم جعفر بنمحمد لصادق رضي الله عنهوطردهم ولعنهم فإن القوم كلهم:حيارى
الكيالية
أتباع: أحمد بن الكيال وكانمن دعاة واحد من أهلالبيت بعد جعفر بن محمدالصادق وأظنه منا لأئمة المستورين.
ولعله سمع كلمات علمية برأيهالفائل وفكره العاطلوأبدع مقالة في كل باب علميعلى قاعدة غير مسموعة ولا معقولة وربما عاندالحس في بعض المواضع.
ولما وقفوا على بدعته:تبرءوا منه ولعنوه وأمرواشيعتهم بمنابذته وتركمخالطته.
ولما عرف الكيال ذلك منهم:صرف الدعوة إلى نفسه وادعىالإمامة أولاً ثم ادعى أنهالقائم ثانياً.
وكان من مذهبه: أن كل منقدر الآفاق على الأنفسوأمكنه أن يبين مناهجالعالمين أعني: عالم الآفاق وهو العالم العلوين وعالمالأنفس وهو العالم السفلي.
كان هو: الإمام وأن كل منقرر الكل في ذاته وأمكنه أنيبين كل كلي في شخصه المعينالجزئي.
كان هو: القائم.
قال: ولم يوجد في زمن منالأزمان أحد يقرر هذاالتقرير إلا: أحمد الكيالفكان هو: القائم.
وإنما قتله من انتمى إليهأولاً على بدعته ذلك: أنههو الإمام ثم القائم وبقيت منمقالته في العالم تصانيف عربية وأعجمية كلها:مزخرفة مردودة: شرعاً وعقلاً.
قال الكيال: العوالمثلاثة: العالم الأعلى والعالم الأدنىوالعالم الإنساني.
وأثبت في العالم الأعلى خمسةأماكن: الأول: مكانالأماكن وهو مكان فارغ لايسكنه موجود ولا يدبره روحاني مكان النفس الأعلىودونه: مكان النفس الناطقة ودونه: مكان النفس الحيوانية ودونه:مكان النفس الإنسانية.
قال: وأرادت النفسالإنسانية الصعود إلى عالم النفس الأعلىفصعدتن وخرقت المكانين اعني: الحيوانية والناطقة فلما قربت من الوصول إلى عالم النفسالأعلى: كلت وانحسرت وتحيرت وتعفنتن واستحالت أجزاؤها.
فأهبطت إلى العالم السفليومضت عليها أكوار وأدوار و هي فيتلك الحالة من العفونة والاستحالة ثم ساحت عليها النفس الأعلى وأفاضت عليها من أنوارهاجزءاً فحدثت التراكيب في هذا العالم وحدثت: السماواتوالأرض والمركبات: من المعادن والنبات والحيوان والإنسان ووقعتفي بلايا هذا التركيب: تارة سروراً وتارة غماً وتارة فرحاً وتارةترحاً وطوروا سلامة وعافية وطوراً بلية ومحنة.
حتى يظهر: القائم ويردهاإلى حال الكمال وتنحلالتراكيب وتبطل المتضاداتويظهر الروحاني على الجسماني وما ذلك القائم إلا:أحمد الكيال.
النعمانية أصحاب: محمد بن النعمان أبيجعفر الأحول الملقببشيطان الطاق: وهم:الشيطانية أيضاً.
والشيعه تقول: هو مؤمنالطاق.
وهو تلميذ الباقر: محمد بنعلي بن الحسين رضي اللهعنهم وأفضى إليه أسراراً منأحواله وعلومه.
وما يحكى عنه في التشبيه فهوغير صحيح.
قيل: وافق هشام بن الحكم فيأن الله تعالى لا يعلمشيئاً حتى يكون.
قال محمد بن النعمان: إنالله عالم في نفسه ليس بجاهل ولكنهإنما يعلم الأشياء إذا قدرها وأرادها فأما من قبل أن يقدرها ويريدهافمحال أن يعلمها لا لأنه ليس بعالم ولكن الشيء لا يكون شيئاً حتىيقدره وينشئه بالتقدير والتقدير عنده: الإرادة والإرادة: فعله تعالى.
وقال: إن الله تعالى نورعلى صورة إنسان رباني ونفىأن يكون جسماً لكنه قال: قدورد في الخبر: إن الله خلق آدم على صورتهوعلى صورة الرحمن فلا بد من تصديق الخبر.
ويحكى عن مقاتل بن سليمان:مثل مقالته في الصورة.
وكذلك يحكى عن: داودالجواربي ونعيم بن حماد المصري وغيرهمامن أصحاب الحديث: أنه تعالى ذو صورة وأعضاء.
ويحكى عن داود أنه قال:اعفوني عن الفرج واللحيةواسألوني عما وراء ذلك فإن فيالأخبار ما يثبت ذلك.
وقد صنف ابن النعمان كتبأ جمةللشيعة منها افعل لم فعلتو: منها افعل لا تفعل ويذكرفيها: أن كبار الفرق أربعة: الفرقة الأولىعنده: القدرية الفرقة الثانية عنده: الخوارج الفرقة الثالثة عنده: العامة الفرقةالرابعة عنده: الشيعة.
ثم عين الشيعة بالنجاة فيالآخرة من هذه الفرق.
وذكر عن هشام بن سالم ومحمدبن النعمان: أنهما أمسكاعن الكلام في الله ورويا عمنيوجبان تصديقه: أنه سئل عن قول الله تعالى:"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] " قال: إذا بلغ الكلام إلى الله تعالىفأمسكوا فأمسكا عن القول في الله والتفكر فيه حتى ماتا.
هذا نقل الوراق
النصيرية والإسحاقية
من جملة غلاة الشيعة ولهمجماعة ينصرون مذهبهم ويذبونعن أصحاب مقالاتهم وبينهمخلاف في كيفية إطلاق الإلهية على الأئمة من أهلالبيت.
قالوا: ظهور الروحانيبالجسد الجسماني أمر لا ينكره عاقل:أما في جانب الخير فكظهور جبريل عليه السلام ببعض الأشخاص والتصوربصورة أعرابي والتمثل بصورة البشر.
وأما في جانب الشر فكظهورالشيطان بصورة إنسان حتى يعمل الشربصورته وظهور الجن بصورة بشر حتى يتكلم بلسانه.
فكذلك نقول: إن الله تعالىظهر بصورة أشخاص.
ولما لم يكن بعد رشول اللهصلى الله عليه وسلم شخص أفضل منعلي رضي الله عنه وبعده أولاده المخصوصون وهم خير البرية فظهر الحق بصورتهم ونطق بلسانهم وأخذبأيديهم فعن هذا أطلقنا اسم الإلهية عليهم.
وإنما أثبتنا هذا الإختصاصلعلي رضي الله عنه دون غيرهلأنه كان مخصوصاً بتأييد غلهيمن عند الله تعالى فيما يتعلق بباطن الأسرار.
قال النبي صلى الله عليهوسلم: " أنا أحكم بالظاهر واللهيتولى السرائر ".
و عن هذا كان قتال المشركينإلى النبي صلى الله عليهوسلم وقتال المنافقين إلى عليرضي الله عنه.
وعن هذا: شبهه بعيسى بنمريم عليه السلام فقال صلىالله عليه وسلم: لولا أنيقول الناس فيك ما قالوا في عيسى بن مريم عليهالسلام: لقلت فيك مقالاً.
وربما أثبتوا له شركة فيالرسالة إذ قال النبي عليهالسلام: " فيكم منيقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله ألا وهو خاصفالنعل ".
فعلم التأويل وقتال المنافقينومكالمة الجن وقلع بابخيبر لا بقوة جسدانية: منأدل الدليل على أن فيه جزءاً إلهياً وقوة ربانية
البهـــــــائيةالبهائيةنسبة إلى بهاء الله، وهو حسين على المازندرانى، الذى سمى نفسه بهاء الله، وكان لهدور كبير فى مساندة الحركة البابية، وتخطيطه لها من وراء ستار، مستغلا لكل الظروفوالشخصيات فى دعمها لتحقيق مآربه، وهو مختف حتى لا ينكشف أمره. وقد تعاون مع الروسوعملائهم عندما كان فى إيران، ولما انتقل إلى تركيا ثم فلسطين أخذ فى التعاون مع المؤسساتاليهودية العالمية، والاستعمار الإنجليزى.
ولماوجد أن أخاه يزاحمه على زعامة الحركة بعد هلاك الباب همّ بقتله، ودبر مذبحة منأشنع ما عرف فى التاريخ، قضى
فيها على أعوان أخيه قتلاً بالسواطيروالجنازيرالمسمومة فى وحشية يندى لها جبين الإنسان خزياً وعاراً.
بعد أنهلك الباب ادعى البهاء أنه خليفة القائم (الباب) ثم ادّعى أنه القائم نفسه، ثمتقدم خطوة أخرى فادعى أن القائم (الباب) كان ممهداً له، فلهذا فهو.. القيُّوم ثمانتحل مقام النبوة، وأخيراً ادعى الألوهية والربوبية، وأنه مظهر الحقيقة الإلهية،التى لم تصل إلى كمالها الأعظم إلا حينما تجسدت فيه، وأن كل الظهورات الإلهية التىسبقت منذ آدم مروراً بالأنبياء جميعا كانت درجات أدنى حتى وصلت إلى كمالها فىتجسدها فى شخصه وذلك لأنهم يؤمنون بالحلول.
وكانالبهاء يغطى وجهه بقناع موهما من يلقاه أن بهاء الله يعلوه وقد ترك البهاء بعضالكتب والرسائل منها:
ا-الإيقان، وقد كتبه لما كان فى بغداد تأييداً لدعوى " الباب ".
2- ولهعدة رسائل بعضها كتبه بالعربية وبعضها بالفارسية، ومن أسماء هذه الرسائل "الأ لواح " " الإشراقات "، " الهيكل"، " الكلماتالفردوسية "، " العهد ".
3-
وأشهركتبه "الأقدس، وقد كتبه فى السنوات الأخيرة من حياته ادعى أن الأحكامالتى وردت فيه نزلت من سماء المشيئة الإلهية، وأن جميع ما نزل فى الكتب المقدسة قدنسخ لعدم انسجامها مع احتياجات الإنسان المعاصر، وكتاب "الأقدس " مجموعةمن الخواطر تتحدث عن الإلهام والحلال والحرام والمواعظ، ومخاطبة الأمم والملوك،وبعض الألغاز التى تشير إلى الحروف مثل قوله:يا أرض الطاء لاتحزنى من شيء قد جعلكالله مطلع فرح العالمين..يا أرض الخاء نسمع فيك صوت الرجال فى ذكر ربك الغنىالمتعال.
وبعدموته آل أمر الحركة إلى ابنه عباس عبد البهاء، ومن بعده حفيده شوقى ربانى، ثم آلالأمر إلى أحد اليهود الأمريكان، وكان اسمه ميسون.
ومنعقائدهم أنهم يعبدون البهاء، ويتوجهون إلى قبره بالعبادة، ويحجون إليه، ومن كلامهفى ذلك: "من توجه إلى فقد توجه إلىّ المعبود أما الذين يتوجهون بعبادتهم إلىالله، فإنما يتوجهون بها إلى وهم أفكته الظنون".والصلاةعندهم تسع ركعات فى الصباح والزوال والآصال أوقات طلوع الشمس وتوسطها ومغيبها،ويقدسون العدد (9) لأنه مجموع حروف (بهاء) والقبلة كانت فى حياة البهاء إلى قصره،وبعد موته إلى قبره، والصوم 19 يوما، والزكاة لمن يملك مائة مثقال من الذهب يؤخذمنه 19 مثقالا. والحج إلى قصر البهاء فى حياته والى قبره بعد موته.
والزواجللرجل أن يتزوج بامرأتين، ولم يحرم من النساء إلا الأم فقط، وإذا اقترن الزوجانعاما ولم يتفقا انفصلا بالطلاق والربا مباح والجهاد محرم، والميراث حسب ما اتبعالبابية.وهم يكفرون بالآخرة متابعة لأسلافهم البابية والباطنية من قبل ولهمتأويلات يحِّرفون بها الكلام عن معانيه، ومن أمثال هذه التأويلات:
القيامة: حلول روح الله فىجسد بشرى.
البعث: اليقظة الروحية.
رؤيةالله:هى رؤية الجسد البشرى الذى حلّت فيه روح الله.
الجنة: رياض المعرفة التىفتحت أبوابها فى عهد البهاء.
النار: الحرمان من معرفةالحقيقة الإلهية التى ظهرت فى جسد الباب أو الكفر بأن البهاء هو رب العالمين.
ولهم اتأويلات كثيرة ترجع جميعها إلى الكفر باليوم الآخر كما جاء فى القرآن الكريموالكتب المقدسة السابقة
الباطنيـــــــةاصطلاحا:الباطنية لقب شامل لفرق كثيرة، حقيقة اتجاهاتها واحدة، وأزياؤها وأسماؤها مختلفة.وقد اتفق كثير من كتاب الملل والنحل على أن ألقابهم خمسة عشر أشهرها الباطنية،والقرامطة، والإسماعيلية، والمباركية، والسبعية، والتعليميةوالرافضة والإباحية ،والملاحدة، ، وا لزنادقة، والمزدكية، والبابكية، والخرمية،والمحمرة والخرمندينية ،وفى زماننا نجد البابية والبهائية (1).
ولا شكأن الدارسين للملل والأهواء والنحل فى مختلف الكتب والرسائل أمثال الفرق للبغدادى،والملل والنحل للشهرستاتى، والفصل فى الملل والأهواء والنحل لابن حزم، وتثبيتدلائل النبوة للقاضى عبد الجبار الهمذانى، وفضائح الباطنية للغزالى، وقواعد آلمحمد الباطنية لمحمد بن الحسن الديلمى اليمانى. نقول: لاشك أن الدارسين لهذه الكتبوغيرها من كتب المؤرخين والعلماء، واجدون الكثير من حقائق عقائد الباطنية بوجهعام(2).لكن هناك رسالة صغيره (3). لا تزيد عن أربع وأربعين ورقة، كتبها واحد منأصدق فقهاء وعلماء السنة الذين عاشروا الباطنية
فترةطويلة، وهو العالم الفقيه محمد بن مالك بن الفاضل الحمادى اليمانى، أحد فقهاءالسنة فى اليمن، فى أواسط المائة الخامسة للهجرة، هذه الرسالة لها خطورتها وقيمتهاالعلمية حقا وصدقا.. أما اسم الرسالة فهو: كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة.وهو يؤكد لنا (4). فى مقدمة رسالته: إنى رأيت أن أدخل في مذاهبهم لأتيقن من صدق ماقيل عنها من كذبه، ولأطلع على سرائرهم وكتبهم ليعلم المسلمون حقيقتهم وهو يرى(5).أن أشهر ألقابهم الباطنية لزعمهم أن لكل ظاهر باطناً، ولكل تنزيل تأويلاً. ويذكرأنهم يعرفون فى العراق باسم القرامطة نسبة إلى حمدان بن الأشعث الملقب بقرمط،وباسم المزدكية أيضاً بالنظر إلى أنهم يدينون بدين الاشتراك فى الأبضاع والأموال،ذلك الذى ابتدعه مزدك في عهد عبّاد الساسانى، ويسمون فى خراسان بالتعليميةوالملاحدة، وبالميمونية نسبة إلى ميمون شقيق قرمط، وهو غيرميمون الديصانى القداح،لأنه ليس بفرع بل هو أصل البلاء كله، ويدعون فى مصربالعبيدية نسبة إلى عبيد اللهالمعروف، وفى الشام بالنصيرية والدروز والتيامنة، وفى فلسطين بالبابية والبهائية،وفى الهند بالبهرة والإسماعيلية، وفى اليمن بالياميّة نسبة إلى القبيلة المعروفة،وفى بلاد الأتراك بالكداشية والقزلباشية، وفى بلاد العجم بالبابية. وأشهر رجالهمحمدان قرمط فى الكوفة وقد خرج للدعوة سنة 264 هـ وأخوه ميمون المبعوث إلى خراسان،وأبوشامة الحسين، وعبدًان، وأبو سعيد بن بهرام الجنابى وقد خرج للدعوة سنة 286 هـثم ابناه طاهر الجنابى، وسعيد الجنابى، وابن حوشب، وأبو عبد الله الشيعى، وأخوهأبو العباسى المبعوثان للمغرب للدعوة إلى عبيد الله المهدى، والحسن بن مهرانالمقنع، وذكرويه بن مهرويه صاحب فتنة الشام والحسن بن الصباح.
والذىلا شك فيه أنه لم يكد يصبح النصف الثانى من القرن الثالث الهجرى، حتى كانت هذهالدعوة قد انداحت فى العالم الإسلامى وسلكت سبيلها المتمرد على الشريعة وعلىالإسلام، وكان الدعاة يحتالون فى جذب الجماهير العامة، بإظهار الشعوذات والتخريفاتأحيانا،وأحيانا بالاستغراقات والشطحات الصوفية.. وكانت أعلامهم بيضاء، فى الأغلبالأعم لزعمهم أن دينهم هو النور الخالص الذى تعرج النفوس إليه بعد طوافها وصدقمطافها -كما يزعمون- مع طاعة الأئمة، حتى نهاية
الحياةعلى الأرض.
وقد وضعالدعاة وأئمتهم الكبار مخططا (6) موافقا لجميع عوامّ الناس، وكان لهذا المخططبلاغات سبعة أومراحل سبع، وهى على وجه الإجمال:
1-مرحلة التدرج: وتمضى على هذا السلم السباعى أيضا لقداسة الرقم فى نظرهم (ا)للعامة (ب) لمن يفوق العامة قليلا.(جـ) لمن استمر عاما كاملا. (د) لمن استمر
سنتين(هـ) لمن استمر ثلاث سنوات (و) لمن دخل فى أربع سنوات (ز) لمرحلة الكشف الأكبر
2-مرحلة السّرية: وهى خاصّة بالدعاة، وخطتهم عدم البوح بالأسرار، وينادى الواحد منهمبالإمام الذى سيظهر ليخلص العالم من الشرور، وعن هذه الفكرة تمذهبت دعوى المهدىالمنتظر والرجعة بكل ملحقاتها على أساس من رجعة عزير ابن الله، والمسيح عليهالسلام كما يقولون.
3-مرحلة التفلسف: على أساس استغلال الأفكار وتطبيقها حرفيا. وفي هذا
المقامنجد نطرية العقل الكلى، والنفس الكلية وحلولها فى الناطق والنبى والأساس والإمام،
وهىمقتبسة من الفلسفة الهللينية.
4-إعداد الدعاة فى زى التّجار والوعاظ والمتصوفة وأرباب الحرف المختلفة
حسببيئة كل بلد، ومناخه الزراعى والثقافى والفكرى، ومع كل داع مساعدون كثيرون،
ورسالتهمفى بداياتها الأولى تقمّص كل دعوة والتلوّن معها، ثم غرس البذور الجديدة لرسالتهمبعد ذلك على نهج ما يسمونه (بالتفرس والتأنيس والتشكيك والتعليق والربط والتدليسوالخلع والانخلاع ثم التأويل).
5-زعزعة العقائد فى نفوس العامة، وإثارة التساؤلات العقلية حول أمثال الطواف حولالكعبة، أو تقبيل الحجر الأسود، أو رمى الجمار مثلاً.
6-التأويل بما يتفق والدعوة السرية، على أساس أن التأويل لخواص الخواص منهم، وهمالراسخون فى العلم، أما الشريعة الإسلامية المعروفة فهى للعوام ضعاف العقول كمايقولون.
7-التطلع الدائم ليل نهار للإمام المنتظَر رجوعه، وعلى بساط الانتظار الطويل للإمامالمخلص، تتفجر القلاقل وتدور المذابح ضد الحكام والولاة طاعة للأمر المنتظروإفساحا للمهدى المنتظر.
وقدوقفت الحركات الباطنية أمام القرآن والحديث بالذات موقفا غُنوصيا واضحا
يعتمدفيما يعتمد على أسلحة التأويل المذهبى والتحريف بما يدعم التأويل ووضع الأحاديثالنبوية الكثيرة.. ولا شك أن اليهودية من البداية قد تعاونت تعاونا ضخماً معالباطنية فى كل حركاتها وسكناتها وفى كل ما نسميه بالإسرائيليات حول كل المدخولاتوالتحريفات والتأويلات (7).
والذىلا شك فيه أن من ثمرات الباطنية ظهرت رسائل إخوان الصفا التى يقولون عنها وعنأسباب ظهورها للناس أن كثيرا من أئمتهم توجهوا إلى باب العلم: وفى أحمد،ليعرفهمالفرق بين الدين والفلسفة فاستجاب لهم وألف رسائل إخوان الصفا فى اثنتين وخمسينرسالة، وأخفى اسمه لأسباب سياسية ونشره. باسم (همايون) وحروفها بالجمل تساوى (وفىّأحمد) وهو أحمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق المتوفى عام 212هجرية، والواقع أنها من تأليف كثيرين تتباين معارفهم وأساليبهم ومناهجهم، وتتفق فىمنهجها مع المناهج الباطنية
البابيــــــــةالبابيةنسبة إلى الباب، والإسماعيلية يستعملون كلمة باب للدلالة على الشيخ أو الأساس،
والنصيريةأول من أطلقوا كلمة باب على سلمان الفارسى،
وأما الدروز فيطلقونها علىالوزير الروحانى الأول الذى يستعمل العقل الكلى.
وقدادعى على محمد الشيرازى أنه باب الإمام الغائب الذى تنتظره طوائف الشيعة، وانه بابمظهر الحقيقة الإلهية.
ولد فىشيراز عام 1235 هـ- 1819م أو بعد ذلك بعام أو عامين، وتوفى أبوه وهو صغير فكفلهخاله، ورحل به إلى بوشهر، وبعث به إلى معلم، ثم افتتح له متجرا، ولكنه انصرف عنالتجارة إلى قراءة كتب التصوف والنجوم، وبدت عليه بوادر تدل على عدم الاتزانالنفسى والعقلى، فكان يصعد إلى السطح فى شدة الحر ويظل جالسا عارى الرأس لفتراتطويلة مغمغما ببعض الأوراد، واستمر على هذه المحال حتى
وقع فريسه لنوبات عصبيةولوثات هيستيرية، والتقى به رجل من تلاميذ
الرشتى يسمى جواد الطباطبانىأخذ يحدثه عن بشارات الإحسائى والرشتى عن قرب ظهور المهدى، فاستهواه حديثه، وأخذيقرأ فى كتب المشعوذين والمنجمين وتأثيرات الكواكب الروحية.
وزاداضطرابه النفسى والعصبى فبعث به خاله إلى كربلاًء املأ فى شفائه وقد طاب له المقامهناك، ولفت تلامذة الرشتى انطواؤه وعكوفه على التهجد والتلاوة، فذهبوا به إلى مجلسالرشتى فوجد فيه بغيته، وأعجب بما يقوله ويكتبه، فأخذ يقلده،
وفى حلقاتالرشتى، تلقفه جاسوس روسى فعقد معه أواصرالصداقة والمودة، وتبادلا الزيارات،وا نعقدت بينهما المجالس فى جوف الليل على دخان الحشيش، ومن خلال هذه الجلسات،اكتشف ذلك الروسى أن الشيرازى فريسة سهلة، فأخد يوحى إليه بأنه هو ذلك القائم الذىيبشر به الرشتى، وينادى بصاحب الأمر وصاحب الزمان.
وفىمجلس الرشتى سُئل عن المهدى أين هو؟ فأجاب أنا لا أدرى
وقد يكون معنا فى المجلس، فتلقف هذا الروسى هذه الإجابة وأخذ يلقى شباكه على الشيرازى، ليصنع منه ذلكالموعود، وفى ذلك يقول: "رأيت فى المجلس الميرزا على محمد الشيرازى فتبسمتوصممت
فى نفسى أن أجعله ذلك المهدى المزعوم.وقدأثمرت هذه الايحاءات الشيطانية ثمرتها، فبعد أن انتقل الشيرازى من كربلاء إلىبوشهرأرسل خطاباً لهذا الروسى فى مايو سنة 1844 م يخبره فيه أنه الباب ويدعوه إلىالإيمان بأنه نائب صاحب العصر، وباب العلم فكان جوابه عليه: "إنه يؤمن أنهصاحب الزمان وإمام العصر، لا بابه ونائبه راجيا ألا يحرمه مما عنده من حقائق، ولايحجبه عن أصوله لأنه أول من يؤمن به ثم يعقب قائلا:.. وحمدت الله
أن سعيىلم يضع هباء، وأن جهودى التى أنفقت فيها الجهد والوقت والمال قد أثمرت ثمرتها وأتتأكلها. وقد ساعد على ظهور الحركة البابية فى إيران:
ا-الاستعداد الذهنى الذى ينتظم غالبية السكان هناك من إيمانهم بانتظار ظهور الإمامالغائب.
2-تهيئة الجو النفسى العام الذى كان يسود عددا كبيرا من الناس آنذاك نتيجة لما كانتتنادى به طائفة الشيخية على يد شيخيها أحمد الإحسائى وكاظم الرشتى اللذين كانايكثران من الحديث عن ظهور الموعود الذى حان أوانه.
3- نشاط الاستعمارالروسى بواسطة رجاله ومحاولته اصطناع أتباع له يأتمرون بأمره ويحققون أهدافهبإثارة القلاقل والبلبلة فى صفوف المجتمع الإيرانى.
4- وجودالشخص المؤهل نفسيا وعقلياً للقيام بما يطلب إليه تنفيذه وقد تحقق ذلك فى شخص علىمحمد الشيرازى ( الباب).
وأعلنالباب عن نفسه بأنه باب المهدى أولا، ثم أعلن بعد ذلك أنه المهدى وكان له أعوانأخذوا ينشرون دعوته، فتقبلها بعض الناس ورفضها الغالبية، وبدأ صراع انتهىبقتل الباب.
وللبابيةتعاليم تتناول العقائد والعبادات خرجوا فيها على الإسلام وخالفوا ما جاء فىالكتاب والسنة فهم يرون ان الله يحل فى البشر وأن حلوله فى بشر يعتبر مظهراإلهياً فى هيكل بشرى وهذا كفر صُراح وأن ظهور الله فى هيكل تعدد بتعددالأنبياء والرسل، وأن الظهور الأخير أتم من الظهور الأول، ومن هنا يعتبر البابنفسه أكمل
مظهربشرىللحقيقة الإلهية وهم يكفرون بالآخرة كما جاءت فى القرآن الكريم فلا يؤمنون ببعثولا بجنة ولا نار ولا حساب مثلهم مثل الدهريين الذين تحدث عنهم
القرانالكريم حين قال ] وقالو
ما هى إلا حياتناالدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر[(الجاثية 34).
والقيامةعندهم قيام الروح الإلهى فى مظهر بشرى جديد، وألغوا الصلوات الخمس، وجاء فىكتاب" البيان": (رفع عنكم الصلاة كلها إلا من زوال إلى زوال تسع عشرةركعة واحدًا واحدًا بقيام وقنوت وقعود لعلكم يوم القيامة بين يدى تقومون ثم تسجدونثم تقنتون 00).
والقبلةهى بيت الباب أو سجنه أو البيوت التى عاش فيها والصوم عندهم تسعة عشر يوما،ويسمونه شهر العلاء،لأن الشهر تسعة عشر يوماً والسنة تسعة عشر شهرا، والزكاة عندهمُخمس العشار، وتسلم إلى المجلس القائم على شئون الجماعة .والحج إلى الأماكن التىجعلها البابْ قِبلة لهم ويصح للرجل أن يطلق زوجته تسع عشرة طلقة، وعدتها تسعةعشريومًا وإذا كانت أرملة تكون عدتها خمسة وتسعين يومًا والذين لهم حق الميراثسبعة: الذرية بنين وبنات بدون تفريق، والزوج والزوجة، والوالد والوالدة، والأخ، والأخت.