خطبة جمعة لسيدي العارف بالله تعالى أبو الوفا الشرقاوي

خطبة جمعة لسيدي العارف بالله تعالى أبو الوفا الشرقاوي
رضي الله عنه

الحمدُ للهِ الذي أقبلَ بإحسانهِ على من عليهِ أقبلْ ، وتجلى بجمالهِ على من خضعَ لجلالهِ وتذللْ ، واصطفى من أخلصَ إليهِ وصفَّاهُ وطهّره
والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ داعٍ إلى حضرةِ ربه ، وأكرمِ من مُدتْ على يديهِ موائدُ مُواصلتهِ وقُربه ، وعلى آلهِ وأصحابهِ السادةِ الكرامِ البَررَة ، وأشهدُ ألا إله إلا اللهُ وحدهُ لا شريكُ له ، شهادةً تنجي من أهوالِ يومِ القيامة ، وأشهدُ أن سيدنا محمد رسولُ الله ، شهادةً نستجدي بها إحسانهُ وإكرامه ، ونسألهُ بها سبحانهُ اللطفَ فيما قضاهُ وقدَّره

( أما بعد ) فيا أيها الإنسانُ ما غرَّك بربك ، ويا أيها العاقلُ ما جرَّأكَ على ارتكابِ ذنبك ، ويا أيها العاصي كيفَ يأمركَ مولاكَ فتخالف أمره ؟
عجباً للإنسانِ يُقابلُ بالإساءةِ مولاه ، ويُعرض عن دعوةِ ربهِ وهو إذا دعاهُ أجابهُ ولباه .
قُتلَ الإنسانُ ما أكفره ، كيفَ بهِ إذا جِيءَ يوم الحساب ، وتجلى بالكبرياءِ والعظمةِ شديدُ العقاب يومَ لا تنفعهُ ندامةٌ ولا تغني عنهُ حسرة ، هلْ أجابَ لِما دعاهُ ربهُ إليهِ فيقول أجبتْ ، أمْ فعلَ ما أمرهُ بهِ فيقول فعلتْ ، كلا لمَّا يَقضِ ما أَمره ، بل تشهدُ عليهِ بالسيئاتِ جوارحه ، ويظهرُ على رؤوسِ الأشهادِ ما انضمت عليهِ جوانحه ، ويقعُ هناك في أشدِّ ارتباكٍ وحيرة ، فمن شاءَ اتخذَ إلى ربه مآبا ، ومن أرادَ أعدَّ لسؤالهِ جوابا ، ومن أطاعَ اللهَ سهّلَ لهُ الصعبَ ويسره ، فتقربوا إلى اللهِ فمن تقربَ إليهِ أدناهُ وأحبه ، ومن توجه إليهِ أدارَ عليهِ كؤوسَ المواصلةِ والمحبه ، وأعطاهُ من كلِ مطلبٍ اعلاهُ وأفخره .
فيا خسارةَ من أعاقتهُ من ذلك لذَّاته ، ويا حسرةَ من شغلتهُ ذنوبهُ وسيئاته ، ولْيَبْكِ على نفسه من أضاعَ بالتفريطِ عُمره ، فباللهِ أَعُمْيٌ أنتم أمْ على قلوبٍ أقفالها ؟ ، وهل مُقعدونَ عن السيرِ أنتم أمْ ارتبكت على الأرواحِ غيومُها وأوحالُها فأعاقتكم عن اللحوقِ بقومٍ وجوههم ضاحكةٌ مستبشرة ؟
فواللهِ إنَّ الخَطْبَ لَجَلل ، وإنَّ أحوالنا أحوالُ من لا خوفَ عندهُ ولا وَجَل ، وأعمالنا أعمالُ من أعمى الهوى بصيرته وبصره
فلطفاً اللهمَّ بعبادكَ يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنون ، ورحمةً بهم يومَ لا أعمالَ لهم مما يتقربُ به إليكَ المُقربون ، وعاملهم بالإحسانِ والعفوِ والمغفرة ، وإلا فكيف نحنُ إذا زُلزلتِ الأرضُ زِلزالها ، وأخرجت الأرضُ أثقالها ، وقالَ الإنسانُ مالها ، يومئذٍ تُحدثُ أخبارها بأنَّ ربكَ أوحى لها ، يومئذٍ يَصدُرُ الناسُ أشتاتاً لِيُروا أعمالهم ، فمن يعملْ مثقالَ ذرةٍ خيراً يره ، ومن يعملْ مثقالَ ذرةٍ شراً يره .
الحديث ( يشفعُ يومَ القيامةِ ثلاثة : الأنبياءُ ثم العلماءُ ثم الشهداء )
وقال صلى الله عليه وسلم ( ما أقبلَ عبدٌ بقلبهِ إلى اللهِ إلا جعلَ قلوبَ المؤمنين تغدو بالوُدِ والهيبةِ , وكان اللهُ بكلِ خيرٍ إليهِ أسرع) اهـ

28 محرم سنة 1316 هـ

كل كلام الشيخ ابو الوفا الشرقاوى رضى الله عنه درر وجواهر
ينبغى على كل من لديه شىء عنه ان لا يبخل به
وانت سبقت بالخير يا استاذ على
لدى له قصيدة طويله سأحاول وضعها فى المنتدى ان شاء الله

» أول خطبة جمعة لرسول الله (ص) في مسجد بني سالم
» الشيخ أبو الوفا الشرقاوى
» الإمام العارف بالله عبد القادر الجيلاني
» الإمام العارف بالله أبو العلمين أحمد الرفاعي
» العارف بالله سيدي أحمد الصنجق العمراني الأنصاري